لا شك أننا نؤمن جميعًا بأن العالم أجمع فى تطور وتقدم دائم مضطرد فى مختلف المجالات العلمية والإقتصادية والتجارية، هذا التقدم يحتم على الدول السعى الدؤوب لتوفير سبل الرفاهية والإبتكار والتطوير لشعوبها هذا بجانب رغبتها فى الريادة على المستوى السياسى والإقتصادى. ويعد البحث العلمى هو القوى المحركة للدول المتقدمة فى ريادة الأنشطة المختلفة ولا يقف فى كونه قاطرة التقدم لها، إلا أنه أصبح معيارًا تقدر على أساسه حجم الدول وثقلها، وعلى ذلك فقد إتجهت ميزانية الدول الكبرى إلى تكريس الطاقة البشرية، والإمكانات المادية، وتوفير السبل المختلفة لخدمة البحث العلمى. والجامعات المصرية بجانب مراكز البحوث، هى الجهات التى يعنى إليها أمر البحث العلمى فى مصر، وثمة إتفاق عام سائد فى سائر أدبيات البحوث، أن هناك تراجع دائم فى معدل إنتاجية مصر من البحث العلمى الواقعى القابل للتطبيق وذلك لتعدد الأسباب منها السياسية والإقتصادية والإجتماعية منها الخبراتية فى نقل هذه البحوث من أماكن إنتاجها إلى أماكن تطبيقها، وهو ما تذهب به أدبيات البحوث بشكل أكبر إلى وجود فجوة كبيرة بين أماكن إنتاج هذه البحوث، وأماكن تطبيقها فى مؤسسات المجتمع المختلفة من شركات ومصانع وما إلى ذلك، وعلى ذلك فى ثمةتوجه عام فىأكاديمية البحث العلمى بجمهورية مصر العربية إلى إنشاء قواعد ووحدات تختص بفكرة نقل التكنولوجيا بمعناها الواسع المتشعب، من مصادرها منبع التجربة، إلى واقع تطبيقها، وذلك بهدف تفعيل دور البحث العلمى فى خدمة المجتمع، وإبراز دور العلماء فى رقى وتقدم الإنسانية,وجامعة المنصورة كجزء لا يتجزأ من منظومة البحث العلمى فى جمهورية مصر العربية، بما لديها من إمكانات مادية تتمثل فى بنيتها التحتية المتميزة فى شتى المجالات الطبية والعلمية، وما لديها أيضًا من قدرات عقلية فذة شُهد لهم فى مؤتمرات وبحوث وإختراعات تسعى جاهدة إلى الدفع بقاطرة البحث العلمى فى مصر وفقًا لإمكانياتها المشهودة، ولا يقف ذلك إلى هذا الحد بل تسعى أيضًا إلى تطوير إمكاناتها لإرتياد مكانة أفضل بين الجامعات العالمية. وفكرة مكتب لنقل وتسويق التكنولوجيا بجامعة المنصورة لهو تأكيد على رغبتها فى العمل ضمن منظومة متكاملة فى البحث العلمى فما نتائج التعليم والبحث الجامعى إلى أن يصب فى النهاية فى الدور الذى تقوم به أكاديمية البحث العلمى. وعلى ذلك تسعى الجامعة فى شخص أبنائها من المجتهدين والمتميزين فى وضع رؤية إستراتيجية لعمل مكتب نقل وتسويق التكنولوجيا من حيث التنظيم الإدارى لعمل المكتب وخدماته وأنشطته وأهدافه، وإيجاد حلول لدعم موارده الذاتية من خلال التوجه بفلسفة التمويل الذاتى فى ضوء تراجع الدعم الحكومى، ولا يقف عمله إلا حد التنظير بل يتعدى إعداد الدراسات الميدانية والإستراتيجية لسد الفجوة التطبيقية بين إنتاج البحوث وتسويقها إلى أماكن التطبيق. والله الموفق وهو من من وراء القصد،،،
Go to top